الجنود الأوكرانيون يتحدون الموت "بحيلة الحيوانات المنوية" لإستمرار نسلهم بعد موتهم بالحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فيما دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها الرابع عشر دون أن تضع أوزارها أو تتضح ملامح السلام الغائب، ولدت الخسائر البشرية التي خلفتها، فكرة من رحم الموت الذي بات يكتنف الجنود المشاركين.

تلك الفكرة والتي باتت "واجبًا وطنيًا وشخصيًا"، تمثلت في تجميد الجنود الأوكرانيين "الحيوانات المنوية"، للتأكد من قدرة زوجاتهم على تكوين عائلات حتى وإن ماتوا في الحرب.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، إن الإقبال على مختبرات الصحة الإنجابية، تعد طريقة أخرى للمقاومة، وتترك الباب مفتوحا أمام إمكانية الحفاظ على السلالات الأوكرانية، مشيرة إلى أن العديد من العيادات بدأت في تقديم الخدمة مجانًا، على نفقتها الخاصة.

ناتاليا كيركاتش أنتونينكو تحولت إلى نموذج يحتذى به للقضية، مستخدمة صفحتها على "فيسبوك" لتشجيع الجنود الذكور وزوجاتهم على منح أنفسهم خيار تكوين أسرة، بغض النظر عما يحدث في ساحة المعركة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مختبر أجنة في كييف، قيامه بتجميد الحيوانات المنوية لنحو 10 جنود كل أسبوع، رغم عدم إقرار مشروع القانون الذي يدرس تحمل الحكومة تكاليف العملية.

وتشير "نيويورك تايمز" إلى العديد من الأوكرانيين، بينهم عائلات جنود قضوا في المعارك، والذين قالوا إن "تجميد الحيوانات المنوية" للجنود هي بمثابة فكرة شخصية ووطنية في آن واحد.

انزعاج روسي

إلا أن الأنباء عن توجه الجنود الأوكرانيين يشكل إزعاجا لموسكو، فترى أولغا سكابييفا، وهي مراسلة مؤيدة للكرملين، أن تجميد الحيوانات المنوية للجنود يرقى إلى "تجارب جينية لبناء أمة".

وفيما توجد صعوبة في معرفة العدد الدقيق للأوكرانيين الذين لجؤوا إلى تجميد حيواناتهم المنوية، قال أولكسندر ميخائيلوفيتش يوزكو، وهو طبيب ورئيس الجمعية الأوكرانية للطب التناسلي، إن الطلبات ارتفعت في العيادات في جميع أنحاء أوكرانيا.

وتوقع الطبيب الأوكراني، استخدام الحيوانات المنوية ليس فقط من قبل الأرامل، لكن أيضا من قبل النساء اللواتي يعانين أزواجهن من إصابات - جسدية أو عقلية - تجعلهم عاجزين، مشيرًا إلى أن الحكومة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة النساء على إنجاب أطفال جنود، عبر دفع تكاليف إجراءات الإنجاب.

فكرة قديمة

وأضاف: "الجزء الأول هو الحفاظ على الخلايا التناسلية. فيما يتمثل الجزء الثاني في استعادة القدرة الإنجابية لأوكرانيا".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن فكرة تجميد الحيوانات المنوية للجنود ليست جديدة؛ فخلال حربي العراق وأفغانستان، قدمت العديد من الشركات المبردة الخدمة مجانًا للقوات الأمريكية.

وفي إسرائيل، خطت عائلات الجنود القتلى خطوة أبعد من ذلك، حيث ناضلت من أجل تقديم مشروع قانون من شأنه أن يسمح للعائلة باستخدام الحيوانات المنوية المأخوذة من جثة جندي ميت للإنجاب، ما لم يكن قد اعترض على ذلك قبل وفاته.